لضاعت زهور الجراح سدى

لو أنك تخرجها فقط لتتخلص منها..تقولها لإنسان حتى تشعره بها..ولكن هيهات

أن يسمعك..لو أنك تزرعها لتباهي بها غيوم الليل..تسقيها حتى ترى دموع

القلب تنسكب فوق جفون النجوم..ولكن أنى لها أن تنمو ..أنى لها أن ترى شوق

الحياة.. لو أنك تقبل جبين الأرض..أو تعانق شعاع النبات..ولكن نبع الحياة

يأبى أن يجعلك تلامس عنان السماء..وتكذب على نفسك..أنك ترى الحياة..

أتراها فعلا.. أترى عبيرها.. ولكن لو أنك تسلم نفسك للقلب .. لو أنك تتركه

يحرك عقلك.. أو يسمعك صدى كلمات الحنين ..لو أن في حياتك من يستطيع أن

يمنعك ..من أن تبصر حنايا الشوق .. أو تشاهد زهور العمر تنمو حولك..
وأنت تقف هنا عاجزا .. هيهات لك أن تلثم سراب الليل ..لو أنك تعمي

عقلك .. لتجعل من قلبك عيونا ترى بها وردة السعادة .. ولكنك تركت عقلك

يحكم .. فماذا حكم ؟؟!! .... حكم على قلبك بالموت .. حكم عليك أن تعيش

بعيدا عن كل صرخات الحياة.. أن تتعذب في صفحات كادم .. مراق فوق

أوراق القبور .. تركتك تلوم قلبك المهراق على شبكات العنكبوت .. تتراخى

فوقها كأنك قد وقعت في شباكها .. تقول:- مسني نور الحياة ..ولكن من

يراه .. تنام قليلا عليها .. فتحلم بأنك ضائع في بحر الحياة .. وتشتكي لنفسك

علها تجد لك مخرجا .. علها تخلصك من أنات النسيم الأليم .. التي تدوم ذكراها

في قلبك .. فتجرحه بصمت المشاعر .. تحوم مشاعل الأمل لتريك .. تزفك

بلمسات البشائر لتشعرك .. ولكن ماذا أقول ؟؟!! ... ستموت على شبكات

العنكبوت تلك .. قبل أن تفتح جفونك من حلمك لترى عبير الفرح .. ستموت

قبل أن تلامس غيوم الأمل .. ستموت قبل أن ترى شمس الحياة .. تشرق على


قلبك فتتركه صفحة بيضاء .. آآآآه أيها القلب الحزين .. ماذا أقول؟؟!!....

قتلوا صمتي .. ولكن لو أنت فعلت .. لضاعت زهور الجراح سدى ..

(الكاتبة :- ريماس(أماني بركات